الحرية لكمال البلشي

من المنتظر أن يعرض كمال البلشي شقيق رئيس تحرير موقع “درب”، خالد البلشي، اليوم على نيابة أمن الدولة العليا للنظر في أمر تجديد حبسه على ذمة اتهامه في القضية رقم 880 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، وكان البلشي قد ألقي القبض عليه في 20 سبتمبر الماضي من وسط القاهرة، وتم عرضه على نيابة أمن الدولة والتي بدورها وجهت له اتهامات بالتظاهر، ونشر أخبار كاذبة، والانضمام لجماعة محظورة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

ويعمل كمال البلشي الذي يبلغ من العمر 43 عامل، مديرا بإحدى شركات السياحة الأجنبية بمرسى علم، وبسبب جائحة كورونا توقف عمله مما اضطره للعودة إلى القاهرة والإقامة مع شقيقه عبد الستار البلشي لحين انتهاء الجائحة وعودة حركة السياحة من جديد، ووفقا لرواية شقيقه الكاتب الصحفي خالد البلشي، فقد تم إلقاء القبض على كمال أثناء عودته من صالة الألعاب الرياضية، وحاولت الأسرة التواصل معه عبر الهاتف لكن تلك المحاولات بائت بالفشل، ومن ثم علموا بخبر القبض عليه أثناء عودته إلى المنزل.

ويؤكد البلشي على أن شقيقه ليس له أية اهتمامات سوى بعمله في مجال السياحة، ويعيش أغلب الوقت خارج القاهرة ما بين شرم الشيخ والغردقة لكنه في السنوات الأخيرة استقر في مدينة مرسى علم، ولم يعود إلى القاهرة إلا بسبب جائحة كورونا.

كما أشار الكاتب الصحفي خالد البلشي إلى أنهم تمكنوا من إدخال زيارة لشقيقه في اليوم التالي من القبض عليه الاثنين 21 سبتمبر، ومن وقتها انقطعت أخبار شقيقه، حيث توجهت الأسرة في اليوم التالي الثلاثاء 22 سبتمبر، في موعد الزيارة لكن المسؤولين أخبروهم بأنه تم نقل شقيقهم فجرا لمعسكرات الأمن بالجبل الأحمر.

وجاء خبر القبض على كمال البلشي تزامنا مع استمرار نشاط الموقع الصحفي " درب" الذي يترأسه الكاتب الصحفي خالد البلشي، في تقديم محتوى صحفي مهني قائم على تغطية الأحداث السياسية والانتهاكات الحقوقية، في محاولة منه لتقديم صحافة حرة مستقلة بعيدة على صحافة الصوت الواحد، رغم ما يتعرض له الموقع الصحفي من حجب منذ أشهر ماضية.

وفي رحلة البحث عن الأسباب القانونية لاحتجاز شقيق الكاتب الصحفي، قدم محمود كامل عضو مجلس نقابة الصحفيين شهادته قائلا:" في رحلة البحث عن المواطن المختفي أو المقبوض عليه "بالخطأ"، والتي كنت طرف فيها سمعنا كلام كثير من عينة أن ملفه نظيف وغير مطلوب أمنيا، لكن المشكلة في شقيقه الصحفي خالد البلشي".

الأمر نفسه الذي حدث مع الصحفي إسلام الكلحي الذي يعمل في موقع درب وألقي القبض عليه يوم الأربعاء 9 سبتمبر في محاولة منه لتغطية حادث وفاة شاب (إسلام الأسترالي) أثناء احتجازه في نقطة شرطة المنيب بالجيزة، وتم حبسه على ذمة القضية رقم 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، بعدما وجهت له تهما بالانضمام لجماعة إرهابية ونشر وإذاعة أخبار كاذبة، وإساءة استعمال وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أنه قبض عليه قبل الانتهاء من عمله أو نشر أية أخبار.

ويبدو أن الكاتب الصحفي خالد البلشي يدفع ضريبة اختياره لمواقفه المعارضة ، ومطالباته بالتراجع عن حبس الصحفيين عندما ترأس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين ودوره في تأسيس جبهة الدفاع عن الصحفيين والحريات، ، وأيضا لإصراره على تقديم صحافة حرة تحترم المواطنين بعيدا عن صحافة البيانات المرسلة، فلم يتوقف الأمر عند التضيق على الكاتب الصحفي خالد البلشي في فرص العمل بحجب جميع المواقع الصحفية التي ترأسها وهي ( البداية، كاتب، وأخيرا موقع درب)، لكن الأمر امتد للتنكيل الأمني بأفراد عائلته وهو ما حدث مع شقيقه كمال البلشي.

ونحن نطلق دعوة لضرورة مراجعة وضع كمال البلشي الأمني والقانوني، وضرورة إخلاء سبيله، كما نطالب بإخلاء سبيل الصحفي إسلام الكلحي والابتعاد عن الزج بأبرياء في السجون انتقاما من آخرين دون سند قانوني أو أدلة حقيقية.

بقلم: شيماء حمدي